سبل الشفاء من عوارض المرأة الخارقة

Healing from Superwoman Syndrome
في علم الإجتماع، يصف تعبير”المرأة الخارقة” المرأة التي تعمل بمشقة لتقوم بأدوار عديدة مثل عاملة ومدبرة منزل ومثطوعة وطالبة إلخ… تختلف عبارة “المرأة الخارقة” هنا عن “مهنة المرأة” لأن العبارة الثانية تعني أن تضحي المرأة بحياتها العائلية لتنجح في مهنتها بينما تسعى المرأة الخارقة إلى التفوق في الدورين الإثنين. عًرِفَت هذه الفكرة في الأوساط النسائية الأميركية ما بين عامي 1970 و1980 مع التحول في دور المرأة التقليدي من زوجة ومدبرة منزل للإتجاه نحو مهنة معينة لكن المرأة حافظت على الدورين الأساسيين في حياتها وهما أن تكون في البيت ومع الأولاد وأن تلاحق مهنتها ومركزها في المجتمع. تقول النسوية الأميركية بيتي فريدان في كتابها المرحلة الثانية بأن”دور المرأة الخارقة” قد يعرض المرأة للإستعباد سواء في البيت أو في العمل.


من هي المرأة الخارقة؟

تعاني كل من الأمهات والمهنيات والمنظِمات في الجمعيات والناشطات في المجتمع والمتطوعات، من متلازمة المرأة الخارقة كما قد تتعرض لها الفتيات والنساء- الطالبات إ ذا طُلِبَ منها أن تكون متفوقة في المدرسة وفي الرياضة وفي العلاقات الإجتماعية وفي المحافظة على مظهرها. تدل بعض الأبحاث على أن الفتيات دون الثالثة عشرة تعاني من متلازمة المرأة الخارقة. بالنسبة ل مادلين- آن لويس، إحدى مؤلفي كتاب التغلب على متلازمة المرأة الخارقة، إن المرأة الخارقة:
  1. – تطمح إلى أن تكون الفتاة الصغيرة الجيدة.
  2. – تميل إلى أن تكون لطيفة مع الآخرين.
  3. – تحاول أن تلفت الأنظار.
  4. – تريد أن تشعر أنها تقدر أن تقوم بكل شيء في آنٍ معاً.
  5. – لا تستطيع أن تقول “لا”  لأَِحد.
  6. – تريد أن تشعر أنها أنجزت أشياء مهمة.
  7. – لا تُقَدر نفسها كما تستحق.
في النهاية، تحاول المرأة الخارقة أن تنجح في الحياة، تريد أن تقوم بما هو صواب، تتحمل المسؤولية وتقوم بكل واجباتها”. ولكن ماذا عن الإجهاد المُرافق لمفهوم المرأة الخارقة والرجُل الخارِق؟
رغم أن القانون ينص على المساواة في الحقوق السياسية بين الرجل والمرأة، فالحقيقة تُظهر التمييز ضدّ المرأة نتيجةً لعوامل عديدة.ولكن يُمكن تحسين ذلك طالما أن المرأة اللبنانية تحصل على ثقافة عالية وتُشارك بفعالية في الحياة الإقتصادية. يؤكد معظم الناشطين في المطالبة بحقوق الإنسان بأنَّ التمييز ضدّ المرأة يُمكن إزالته إذا ما اتُّخِذَت الإجراءات اللازمة على جميع الأصعدة. من المهمّ جداً أن تتغير النظرة إلى المرأة في المجتمعات، لِذا فنحن بحاجة إلى مناهج جديدة في المدارس للتأكد من الأهتمام بنجاح المرأة، والإقتناع بأن المرأة قادرة أن تقوم بدور فَعَّال في الحياة العامة. يُمكن للمرأة أن تُصبح وزيرة ونائبة وسفيرة، ولننظر إلى اللواتي حقَّقنَ النجاح إن في لبنان أو خارجه. كما يجب إطلاق حملات توعية جديدة لتغيير العقلية السائدة حول دور المرأة وأهمية مشاركتها في صنع القرارات وفي السياسة. يتم إطلاق الحملة عبر الراديو والتلفزيون والمنظمات غير الحكومية أو عبر وسائل أخرى. من المهمّ أيضاً إقناع الحكومة ومجلس النواب بإصدار قرار لحفظ عدد معين من المقاعد للنساء في البرلمان وفي مجلس الوزراء، وإرغام المؤسسات الرسمية والخاصة على حذوِ خطوتها. لن تمحو تلك الإجراءات التمييز وحسب، بل أيضاً سيتحسن وضع المرأة نهائياً في لبنان. والأهمّ من ذلك هو أن تخرج المرأة من الحلقة المفرغة أي عن عوارِض المرأة الخارقة.
تُشير الأبحاث الجديدة إلى أنّ النساء اللبنانيات الشابات تعانين من عوارِض المرأة الخارقة لأنهنَّ يَسعَينَ إلى الكمال بسبب الضغط الذي يُمارَس عليهنّ كي يِكُنَّ متفوقات في كل شيء، بدءاً بالدراسة، إلى مظهرهنّ، إلى علاقاتهنَّ، وتَتعرَّضنَ لمشاكل عاطفية وإضطرابات في التغذية. لقد وَجَدَ العُلماء أنَّ الفتيات دون ال13سنة يُعانينَ بدورِهنَّ من اضطرابات في التغذية، ويَرغبن في أن يَكُنَّ الأفضل. تُريد المرأة الخارقة الكمال في الحياة، لا يَهُم كيف تحصل عليه، ولا تشعر أبداً بالإكتفاء. إن السِّمات الشخصية بالإضافة إلى فقدان الشهية واضطرابات التغذية الأُخرى والكمالية، والإستحواذ والإلتماس على الموافقة منتشرة بين المتفوقين وتؤدي دوراً مهماً في السعي إلى النجاح. إن إضطرابات التغذية هي آلية للتعامل من أجل تحقيق عدة أدوار متطلِّبة. وفق الجامعة الملكية للأطباء النَّفسيين، فقدان الشهية هو المرض المزمن الثالث الأكثر شيوعاً بين المراهقات بعد البدانة والربو؛ وإن المراهقين ما بين ال 13و19سنة هم الأكثر عرضةً للأمراض. تتعرض فتاة من أصل150 بينما يتعرض فتى من أصل1000 للمرض في سن ال15.


كيف السبيل للشفاء من عوارِض المرأة الخارقة؟

من الممكن التغلب على هذه العوارِض، الهدف هو اكتشاف وإعادة اكتشاف الأنوثة من الجانب البَدني والفكري والعقلي والروحيّ. تُجَسِّد هذه الجوانب الحبّ والشّفقة والتغذية والشفاء وتوحيد القوى. إنها شعور للتوعية العميقة لهذا الكون الكبير الذي يحيط بنا. الأنوثة هي العلاقة بين طبيعتنا والعالم الذي من حولنا، الأنوثة هي إحساس بالتوازن مع الطبيعة وشعور بالحرية والسعادة.


Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *