عودة

لماذا لا تبكي

فتصبح ساقية مساري نحو آنية المستحيل؟

لماذا لا تسامر من لا يعرف من اسمي سوى شذا الكذب

يملأ يدَي رجلٍ كرهه روّاد مقاهي الميناء

فاستنشق عبير الغَيب، وغرق في آخر بطاقةٍ

 حملت آخر كلماتي؟

لماذا لا تضع كيودي العديدة بين صفحات مذكراتك

فتغدو ملاذاً لأنفس شوارعنا

تحملها القطط الضالة

تلعقها الكلاب الشاردة

وتهزأ منها الجواحر المتنسّكة

حين يبصقها الليل فتتنزّه على غدير العائلات البالية

تخفي في أحضان أطفالها ملكوت الأمّهات المجرّحة

يعاتبها الجنس ويكاذبها والدٌ لم يولد ورجلٌ تبدّد؟

لماذا لا تحمل بقايا كؤوسي الناحبة

فترقص معها وتضمّها إلى صدرك الأبكم

تداعبه فتُفرغ دمه، تلوّن به الشموع المتبقيّة

وتنفخ فيه رياحُ لقاءاتنا الماضية

فتظهر كلماتي على أثير مدينتي الملوّثة العاقلة

تحدّق بها سطوح الأبنية المقرصِنة

لا تفتأ تسلب من السماء توقها نحو جحود أجسادٍ

خشيت حبي فأحببتها؟

لماذا لا تقتلني اليوم ثانيةً

فتعود إلي  بين آخر الحرائق

وأعود إلى نفسي الفاتنة المشرِكة؟

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *