لا للعنف… لا للصمت

يحتفل العالم اليوم بيوم المرأة، تكرّم سيّدات رائدات في مجالهنّ، تقام الندوات والمؤتمرات التي تناقش حقوق المرأة، وطموحاتها، وانجازاتها في الميادين السياسية والاجتماعيّة والاقتصاديّة كافّة. يغيّر محرك البحث جوجل Google شكل صفحته الرئيسيّة احتفالًا بالمناسبة.

          ولكن في زاوية مظلمة، في مكان ما، امراة لا تشارك بمظاهر الاحتفال. امرأة يضربها زوجها بوحشيّة، يغتصبها ان لم ترد اشباع حاجاته الجنسية حين يطلب ذلك، يمنعها من العمل، يمنعها من الاحتفاظ بهامشٍ من الحريّة. يصادر جسدها وعواطفها وأفكارها ويحكم عليها بالسجن المؤبد في مملكته.

          لقد شهدنا مؤخرًا في لبنان جرائم قتل عديدة تقع ضحيتها نساء متزوجات، جرائم يمكن اعتبارها تتويجًا لعنفٍ يمارسه الزوج على زوجته طول سنوات زواجهما. فرولا يعقوب، منال العاصي، وكريستال أبو شقرا أسماءٌ تذكّرنا بالمستوى الدنيء الذي وصلت إليه انسانيّتنا. هنّ نساءٌ رُحّلْنَ عن هذه الحياة باصرار الأزواج. هنّ نساءٌ تعرّضن للتعذيب من قبل الزوج والتزمنا الصمت خوفًا منه، أو من الفضيحة، أو طلبًا للسترة. التزمنا الصمت وساهمنا في الوصول إلى تلك النهاية المأساويّة. صحيح أنّ لا شيء يبرّر الرضوخ والتكيّف مع الظلم كمصير، ولكن من جهة أخرى لا قانون يحمي المرأة؛ فسياسيو بلدنا لم يقرّوا بعد قانون حماية المرأة من العنف الأسري.

          هذا اليوم- الثامن من آذار- اليوم العالمي للمرأة،  ليس مناسبةً للاحتفال فحسب بل هو مناسبة لتجديد النضال، لتجديد المطالبة بحقوقنا نحن النساء. ندعو كل امرأة تتعرّض للتعنيف وتصمت أن تثور على نفسها، على الخوف الذي يسكنها وترفض الظلم. إن لم يساندها القانون اليوم، فهناك الكثير من النساء والرجال الذين سيدعمونها ويناصرون قضيّتها حتى تسترجع حقّها بحياةٍ كريمة.

نور زاهي الحسنية

 

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *