مرأةٌ جوهر كتاب

 

أنا كتابٌ لا تحدّه الصفحاتُ،

أمامي مدافعٌ تودّ بطلقاتها

وضعَ فواصلٍ

تفصلني عن معادي.

 

أمامي أيسٌ

يضع في صُلبيَ حركاتٍ

تحرّك أحشائي لتقيّدها،

فتخضّها أرجائي

وتبصقها أمعائي.

 

تحتي ثلوجٌ

تريدني مستريحةً خامدة

تتلفّقني وتمحي دهوري

فلا ينبت عشبٌ

ولا تمطر الدوالي.

 

على مياه ملاعبي بجعٌ أسود

ضاق ذرعاً بالألوان،

وحده لا يفهمني.

أبقيه

ريثما من يفهم ينساني

فأعربدُ مع أشلاء الأرض،

أتجدّد في اللامتناهي

وليس في المطلق

العاجز

البالي.

 

كتابٌ أنا،

يشرد فيه

من لا يتبارك ولا ينادي.

 

من خلفي لبنانُ

ووطنٌ عربيٌ

لا وطن فيه

ولا مكان لمن يبالي.

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *